السمين إلى الملك العادل يحثه على سرعة (?) الرحيل إلى الديار المصرية، ويخبره أن الملك العزيز قد فارقه أكثر العسكر وهو في جمع قليل، فإن لم يسرع النهضة خلفه بالعساكر فات المقصود، وإن بادر بالنهضة هو والملك الأفضل ومن معهما من العساكر، ساعدوهما على اللحاق به وإدراكه (?) قبل أن يصل إلى مقر ملكه، وانتزعوا البلاد منه وسلموها إلى الملك العادل والملك الأفضل، فاستدعى الملك العادل الملك الأفضل وجلسا خلوة، وتوثق كل واحد منهما بصاحبه بالأيمان المؤكدة، فيقال إنهما اتفقا على أن يكون للملك العادل ثلث الديار لمصرية، وثلثاها للملك الأفضل، ولما وقع الاتفاق بين الملكين على هذا الأمر، ضربت كوسات (?) الملك العادل، ونفّرت بوفاته، ونشرت راياته، وبرز في عساكره متوجها في ساعته في عساكره وجموعه إلى الديار المصرية، وأصبح الملك الأفضل يوم الأربعاء غد ذلك اليوم راحلا في جموعه وحشده، واجتمع الملكان بالعسكر الخارجين على الملك العزيز، واتفقت كلمتهم، ورحلوا كلهم طالبين الديار المصرية.

وكانت الأسدية قد حرصت على الجد في السير ليسبقوا الملك العزيز إلى مصر فلم يقدروا، واجتهدوا في أن يدركوه فلم يصلوا إلى ذلك وسبقهم (?) إليها، فأمرهم الملك العادل بالتثبت، وأخبرهم أن الغرض المقصود ما يفوت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015