ذكر المتجددات بالشرق في هذه السنة
بعد موت السلطان - رحمه الله -
لما توفى السلطان - رحمه الله - كان أخوه الملك العادل بالكرك - وقد ذكرنا ذلك - فلما بلغته وفاة أخيه، قدم إلى دمشق وأقام فيها وظيفة العزاء، ثم توجّه إلى البلاد الشرقية خوفا عليها من غائلة العدو؛ وكنا قد ذكرنا أن السلطان فوّض إليه ما وراء الفرات من الولايات، فلما قطع الفرات، أقام بقلعة جعبر، وضبط أمور تلك الناحية.
وكان بكتمر - صاحب أخلاط، وكنا قد ذكرنا تملكه لها بعد سيده شاهرمن - لما بلغته وفاة السلطان، ضرب البشائر في بلاده فرحا بموته، ولقّب نفسه الملك الناصر، وراسل عزّ الدين مسعود (?) بن مودود بن زنكى بن آق سنقر - صاحب الموصل - وعماد الدين زنكى بن مودود - صاحب سنجار -، وصاحب ماردين - وهو حسام الدين يولق (?) أرسلان بن إيلغازى بن ألبى بن تمرتاش بن إيلغازى بن أرتق، وكان صبيا صغيرا، ملك بعد أبيه قطب الدين