وإنما فعل ذلك خوفا من أن يتغلب عليها، وأعطاه توشى، واستخلف أبو الهيجا بآشب كرديا يقال له باو الأرجبى (?).
ولما قدم أبو الهيجا على عماد الدين توفى عنده بالموصل، فسار من توشى إلى آشب ليملكها، فمنعه باو وأراد حفظها لولد صغير لأبى الهيجا اسمه على، ثم نازل عماد الدين آشب فملكها، وذلك أنه استجرّهم (?) لما نازلهم، وانهزم من بين أيديهم حتى أبعدوا عن القلعة، ثم عطف عليهم فانهزموا، فوضع السيف فيهم، وأكثر القتل والسبى، ثم سار عنها.
وفى غيبته استولى نائبه نصير الدين [جقر (?)] على جبل لهيجة وتوشى وقلعة الجلاّب (?)، وحاصر جميع حصون الهذبانيّة (?): وهى قلعة الشعبانى (?)، وقرح، وكواشى (?)، والزعفرانى، وغيرها (?) فملك الجميع، واستقام الجبل، وأمنت الرعايا بأمن الأكراد، فإنهم كانوا معهم في ضر عظيم.