وعنده بدمشق جماعة كثيرة من أمراء الدولة، وعند الملك العزيز بمصر (?) جمهور العساكر من الصلاحية، والأسدية، والأكراد، وهو أمكن من الملك الأفضل لعظم الديار المصرية وكثرة مغلاّتها.
(2 ا) ولما توفى السلطان - رحمه الله -، كتب الملك الأفضل إلى الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بالانشاء العمارى (?) منه:
«أصدر العبد هذه الخدمة وصدره مشروح بالولاء، وقلبه معمور بالصفاء، ويده مرفوعة إلى السماء، للابتهال بالدعاء، ولسانه ناطق بشكر النعماء، وجنانه ثابت بين المهابة والمحبة على الخوف والرجاء، وطرفه مغض من الحياء، وهو للأرض مقبّل، وللغرض متقبّل، وهو يمتّ (?) بما قدّمه وأسلفه سلفه (?) من الخدمات، وذخره ذخر الأقوات لهذه الأوقات، وقد أحاطت العلوم الشريفة بأن الوالد السعيد، الشهيد (?) الشديد السّديد، المبيد للشرك (?) المبيد، لم يزل أيام حياته، وإلى ساعة وفاته، مستقيما على جدد الجد، مستنيما (?) في صون فريضة الجهاد إلى بذل الجهد؛ ومصر - بل الأمصار - باجتهاده في الجهاد شاهدة، والأنجاد والأغوار في نظر عزمه واحدة، والبيت المقدّس من فتوحاته،