فلم يفعل، وقدّم القصة بيده إلى قريب من وجهه بحيث يقرأها، فوقف على الاسم المكتوب على رأسها، فعرفه، وقال: " رجل يستحق "، فقال:
" يوقع له المولى "، فقال:
" ليست الدواة حاضرة "، وكان جالسا على باب الخركاة (?)، فالتفت فرأى الدواة فقال:
" والله لقد صدق ".
ثم امتد على يده اليسرى، ومد يده اليمنى فأحضرها، ووقع فيها.
فقلت له:
قال الله تعالى:
{" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "} وما أرى المولى إلا وقد شاركه في هذا الخلق.
فقال: " ما ضرنا شئ، قضينا حاجته وحصل الثواب ".
قال:
ولقد كانت طراحته تداس عند التزاحم عليه لعرض القصص، وهو لا يتأثر بذلك.
قال:
ولقد نفرت بغلتى من الجمال، وأنا راكب في خدمته، فزحمت وركه حتى لمته، وهو يبتسم.