فأقاما (?) الشهادة عندى في مجلسه، فأمرت أمين الدين بمساواة الخصم فساواه، وكان القاضى أمين الدين أبو القاسم الحموى - قاضى حماة - من أكابر جلساء السلطان، ثم جرت المحاكمة بينهما، واتجهت [اليمين] (?) على الملك المظفر تقى الدين، وكان من أعز الناس على السلطان وأعظمهم عنده.
قال القاضى بهاء الدين:
" وكنت يوما في مجلس الحكم بالقدس الشريف إذ دخل على رجل تاجر معروف يسمى (?) " عمر الخلاطى "، ومعه كتاب حكمى، وسأل فتحه، وقال:
خصمى السلطان، وهذا بساط الشرع، وقد سمعت أنك لاتحابى "
فقلت:
" وفى أي قضية هو خصمك؟ "
فقال:
إن سنقر الخلاطى هو مملوكى، ولم يزل على ملكى إلى أن مات، وكان في يده أموال عظيمة كلها لى، ومات عنها واستولى عليها السلطان، وأنا مطالبه "
فقلت:
" يا شيخ، وما الذى أقعدك إلى هذه الغاية؟ "
فقال:
" الحقوق لا تبطل بالتأخير، وهذا الكتاب الحكمى ينطق بأنه لم يزل في ملكى إلى أن مات "