قال القاضى:
فما مكنا أن ندخل في تجهيزه حبة واحدة إلا بالقرض، حتى في ثمن التبن الذى يلتّ به الطين، وغسّله الفقيه الدولعى - خطيب دمشق -، وأخرج بعد صلاة الظهر في تابوت مسجى بثوب فوط، وجميع ما احتاج إليه في تكفينه أحضره القاضى الفاضل من وجه حل عرفه، وصلى عليه الناس أرسالا، وأول من أمّ (?) بالناس قاضى القضاة محيى الدين بن زكى الدين، ثم أعيد - رحمه الله - إلى الدار التي في البستان التي كان متمرضا بها، ودفن بالصفّة القريبة منها، وكان نزوله إلى حفرته قريب صلاة العصر، ونزل في أثناء النهار ولده الملك الظافر خضر (?) - المعروف بالمشمر - وهو شقيق الملك الأفضل، يعزى الناس، ويسكن قلوب الرعية.
واشتغل الأفضل بكتب الكتب إلى إخوته: الملك العزيز بمصر، وكذلك إلى الملك الظاهر - صاحب حلب -، وعمه الملك العادل - وكان بالكرك - يخبرهم بهذا الحادث.