ثم توفى كيكاوس، فولى أخوه السلطان علاء الدين كيقباد بن كيخسروا، وهو الذى أدركنا زمانه، وسنذكر بعض أخباره مع بنى أيوب، وتوفى علاء الدين سنة أربع وثلاثين وستمائة، وولى بعده غياث الدين كيخسروا بن كيقباد وكسره التتر كسرة عظيمة سنة إحدى وأربعين وستمائة (?)، وتضعضع من حينئذ ملك السلاطين السلجوقية ببلاد الروم.
ثم مات غياث الدين، وخلفّ صبيين: أحدهما ركن الدين، و [الآخر] عز الدين، فملكا معا مديدة، ثم انفرد ركن الدين بالسلطنة، وهرب أخوه عز الدين كيكاوس إلى قسطنطينية، واستجار بملكها، وتغلب على ركن الدين معين الدين البرواناه والبلاد في الحقيقة للتتر، وخراج البلاد يحمل إليهم، ثم قتل معين الدين ركن الدين، وأبقى إبنا (?) لركن الدين يخطب له بالسلطنة، والحكم [416] للبرواناه وهو نائب التتر بالبلاد، والأمر على ذلك إلى اليوم.
وكان السلطان الملك الناصر صلاح الدين - رحمه الله - قد بعث رسوله للقاضى شمس الدين محمد بن محمد بن موسى - المعروف بابن الفراش - رسولا إلى السلطان عز الدين بن قلج أرسلان وأولاده للإصلاح بينهم، فتردد إليهم مرارا أكثر من سنة، ولما عاد إلى ملطية توفى بها في شهر ربيع الأول من هذه السنة.
ودخلت سنة تسع وثمانين وخمسمائة والملك الناصر مقيم بدمشق على أكمل ما يكون من المسرة، ورسل الأمصار واردون إلى بابه، وهو يجلس كل يوم لإسداء المكارم وكشف المظالم، ثم برز إلى الصيد من شرقى دمشق بزاد خمسة