إلى دمشق، وأقام بها حتى فاز بالنظر إليه ثانيا، وكأن نفسه حدثنه بدنو أجل والده - رحمه الله -، ثم لما حضر دعوة أخيه ودّع أباه وداعا لم يكن بعده لقاء، ورحل إلى حلب، وبقى عند السلطان بدمشق ولده الملك الأفضل نور الدين وجماعة من أولاده، والقاضى الفاضل.

وكان القاضى بهاء الدين بن شداد قد أمره السلطان بمقامه في القدس إلى حين عوده، لأن السلطان كان عزمه أن يعود إلى القدس، ثم يتوجه منه إلى الديار المصرية، لأن عهده كان قد بعد عنها.

وكان الملك العادل قد استأذن السلطان في القدس في أخر رمضان بأن يمضى إلى الكرك - وهى حصنه ومستقره - ليتفقدها، فأذن له في ذلك، فمضى إليها وأصلح ما قصد إصلاحه، ثم رحل منها طالبا للبلاد الشرقية التي أعطاه السلطان إياها، فوصل إلى دمشق سابع عشر ذى القعدة، وخرج السلطان إلى لقائه، وأقام يتصيد حول غباغب إلى الكسوة حتى لقيه، وسارا جميعا يتصيدان، ثم دخلا دمشق في الحادى والعشرين من ذى القعدة.

وفى يوم الخميس السادس والعشرين من شوال من هذه السنة توفى الأمير سيف الدين على بن أحمد المشطوب (?) - رحمه الله - بنابلس، وكانت إقطاعه بعد حسام (?) الدين لاجين ابن أخت السلطان، فوقف السلطان بعده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015