فأرسل السلطان إلى الملك العادل:

" إن نزلوا عن عسقلان فصالحهم، فإن العسكر قد ضجر من ملازمة البيكار (?)، والنفقات قد نفدت ".

ثم إن الانكلتير نزل عن عسقلان وعن العوض عنها، واستوثق منه على ذلك، فأحضر السلطان الديوان يوم السبت ثامن عشر شعبان، وذكر يافا وعملها - فأخرج الرملة منها ولدّ ومجدليابة (?) - ثم ذكر قيسارية وعملها، وأرسوف وعملها، وحيفا وعملها، وعكا [409] وعملها - وأخرج منها الناصرة وصفورية - وأثبت الجميع في ورقة، وقال للرسول:

" هذه حدود البلاد التي تبقى في أيديكم، فإن صالحتم على ذلك فمبارك، وقد أعطيتكم يدى، فينفذ الملك من يحلف في بكرة غد، وإلا فيعلم أن هذا تدفيع ومماطلة ".

وكان من القاعدة أن تكون عسقلان خرابا، ويتفق المسلمون وهم على خرابها، واشترط السلطان دخول بلاد الإسماعيلية، واشترطوا هم دخول صاحب أنطاكية وطرابلس في الصلح، وشرطوا أن تكون الرمله ولد مناصفة بينهم وبين المسلمين، واستقرت القاعدة على أنهم يحلفون يوم الأربعاء لثمان بقين من شعبان من هذه السنة - أعنى سنة ثمان وثمانين وخمسمائة - وحلفوا، ولم يحلف الانكلتير، بل أخذوا يده وعاهدوه، واعتذر بأن الملوك لا يحلفون، وقنع السلطان بذلك (?) وحلف الكندهرى، وهو ابن أخته، وهو المستخلف عنه في الساحل، وباليان بن بارزان - ابن (?) صاحب طبرية -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015