والملك الظاهر من حلب، ثم رحل السلطان من الجيب إلى بيت نوبا (?)، ثم رحل إلى الرملة، فنزل بها على تلال بين الرملة ولدّ، وركب جريدة حتى أتى (?) يازور وبيت جبرين (?) وأشرف على يافا، ثم نزل عليها من الغد (?)، فرتب في الميمنة ولده الملك الظاهر، وفى الميسرة أخاه الملك العادل، وركّب المنجنيقات، وزحف إلى البلد، فأرسل العدو رسولين: نصرانيا وافرنجيا، يطلبان الصلح، فطلب منهم قاعدة القدس وقطيعته، فأجابوا إلى ذلك، واشترطوا يوم السبت تاسع عشر رجب، فإن جاءتهم نجدة، وإلا تمت القاعدة على ما استقر، فأبى السلطان الانتظار، وأمر بالنقب، فحشى وأحرق، فوقع بعض البدنة، فوضع العدو أخشابا عظيمة خلف النقب، فالتهبت، فمنعت من الدخول في الثلمة، وقاتلوا إلى الليل، وأصبحوا فوقعت البدنة، فعلا غبار مع الدخان، فأظلم الأفق، وما تجاسر أحد على الولوج خوفا من اقتحام النار، فلما انكشفت الغبرة ظهرت أسنة قد نابت مناب (?) الأسوار، ورماح قد سدت الثلمة، ورأى الناس هو لا عظيما من صبر القوم وثباتهم. [404].

فلما رأى العدو ما قد نزل به طلب الأمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015