سنة ستة آلاف غرارة [غلة] (?) تحمل للسلطان من الصلت والبقاء إلى القدس، واستزاد الملك العادل قلعة جعبر على البلاد الشرقية، فأجيب إلى ذلك، فامتنع الملك الظاهر من تسليمها إليه، ثم أجاب بعد ذلك (?).
وسار الملك العادل من القدس في العشر الأول من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
وكتب السلطان إلى الملك الأفضل يأمره بالعود إليه، فعاد منكسر القلب متعتبا، ووصل إلى دمشق، ولم يصل إلى خدمة السلطان؛ فلما (?) أشتد خبر الفرنج سيّر إليه يطلبه، فما وسعه التأخير، فسار إليه بطلبه وصحبته العساكر الواصلة من الشرق، فلقيه السلطان، وترجّل له جبرا لقلبه وتعظيما له (3).
وأما الملك العادل فإنه وصل [395] إلى حرّان والرّها، وقرر أمرهما، واستقر للملك المنصور حماة وسلمية والمعرة ومنبج وقلعة نجم.
وعاد الملك العادل في آخر جمادى الآخرة إلى خدمة السلطان، وفى صحبته الملك المنصور [محمد بن تقى الدين] (?)، فلقيه الملك الظاهر ولد السلطان إلى بيت نوبة، ودخل به على السلطان، فنهض إليه واعتنقه، وضمه إلى صدره، وغشيه البكاء، فصبّر نفسه حتى غلبه الأمر فبكى، وبكى الناس لبكائه ساعة، ثم باسطه، وسأله عن الطريق، وكان معه عسكر جميل، فقرت عين السلطان به، وأنزله في مقدمة عسكره.