الحملة لا غير، وقد اقتسموا ثلاثة أقسام: الملك العتيق جفرى، وجماعة الساحلية معه (?) في المقدمة، والانكلتير والافرنسيسة في الوسط، وأولاد الست أصحاب طبرية وطائفة أخرى في الساقة؛ وبرج القوم في وسطهم كالمنارة (?) العظيمة على عجلة.

وسار السلطان في جيوشه (?)، وسوق الحرب قائمة بين الفريقين، والمسلمون يرمون من جوانبهم بالنشاب، وهم يسيرون سيرا رفيقا، إلى أن أتوا المنزل فنزلوا، وكانت منازلهم قريبة لأجل الرجالة، فإن المستريحين منهم كانوا يحملون أثقالهم وخيمهم لقلة الظهر عليهم، وطاف الجاليش (?) حولهم ولزّوهم بالنشاب، وكلما ضعف قسم عاونه الذى يليه وهم يحفظ بعضهم بعضا، والمسلمون [387] يرمونهم من ثلاثة جوانب.

قال القاضى:

ورأيت السلطان وهو يسير بنفسه بين الجاليشية ونشاب القوم يتجاوزه، وليس معه إلا صبيين بجنيبين لا غير، وهو يسير من طلب إلى طلب (?) يحثهم على التقدمة، ويأمرهم بمضايقة القوم، وجرت حملات كثيرة، ورجالتهم تجرح المسلمين وخيالتهم بالزّنبورك (?) والنشاب، إلى أن أتوا نهر القصب فنزلوا عليه وقت الظهر، وضربوا خيامهم، وتراجع الناس عنهم، وكان قتل في ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015