وانكلتير وملوك آخرون في مراكب بحرية، وحمّالة (?) حملوا فيها الخيول والخيّالة، والمقاتلة والآلة، ووصلت كل سفينة تحمل مدينة، وأحدقت بالثغر، ومنعت الناقل بالسلاح إليه، والداخل بالميرة عليه.
فصل: وأخذوا البلد على سلم كالحرب، ودخله العدو، ولو لم يدخل من الباب لدخل من النقب، وما وهنّا لما أصابنا في سبيل الله، وما ضعفنا ولا رجعنا ورانا، ولا انصرفنا، بل نحن في مكاننا ننتظر أن يبارزوا فنبارزهم (?)، أو يخرجوا فنناجزهم، أو ينتشروا فنطويهم، أو ينبثوا فنزويهم، وأقمنا على طرقهم، وخيمنا على مخنقهم، وأخذنا بأطراف (?) خندقهم، [384] وأحوج ما كنا الآن إلى النجدة البحرية، والأساطيل المغربية، فإن عاريتنا بها ترد، وعاديتنا بها تشتد.
والأمير يبلغ ما بلغه من خطب الإسلام وخطوبه؛ ويقوم في البلاغ يوم الجمعة مقام خطيبه، ويعجّل العودة وقبلها الإجابة، ويستصحب السهم ويسبق ببشرى الإصابة، ويشعر بأن الراية قد رفعت لنصر تقدم به عرابه، فإن للإسلام نظرات إلى الأفق الغربى يقلبها (?)، وخطرات من اللطف الخفى يقربها، ويكفى من حسن الظن أنها نظرة ردت الهواء الشرقى غربا، وخطرة أو همت أن تلك الهمة لو تلم بالسفائن لأخذت كل سفينة غصبا ".