وبذل الأموال الكثيرة على ذلك، وكان الرسول في ذلك القاضى بهاء الدين أبو الحسن على بن القاسم الشهرزورى، وصلاح الدين محمد الياغيسيانى (?) - أمير حاجب البرسقى - فحضرا دركاة (?) السلطان ليخاطباه في ذلك، وكانا يخافان (?) جاولى ولا يرضيان بطاعته، فاجتمع صلاح الدين [محمد الياغيسيانى] ونصير الدين جقر (?)، وكانت بينهما مصاهرة، وذكر له صلاح الدين ما ورد فيه، وأفشى (?) إليه سره، فخوّفه نصير الدين [من (?)] جاولى، وقبّح عنده طاعته، وقرّر في نفسه [أنه (6)] إنما أبقاه وأمثاله لحاجته إليهم، ومتى أجيب إلى مطلوبه لا يبقى على أحد منهم.
وتحدث معه صلاح الدين في أن يخاطب السلطان في ولاية عماد الدين زنكى، وضمن له الولايات والإقطاع الكثير، وكذلك للقاضى بهاء الدين بن الشهرزورى، وخاطباه في ذلك، وضمنا له كلما أراده، فوافقهما على ما طلبا.
وركب هو وصلاح الدين إلى دار الوزير شرف الدين أنوشروان [بن (?)] خالد، فقالا: «إنه قد علمت أنت والسلطان أن ديار الجزيرة والشام قد تمكن الفرنج منها،