بزىّ الفرنج، وحلقوا لحاهم، ووضعوا الخنازير على سطح البطشة، وعلقوا الصلبان وجاءوا قاصدين إلى البلد حتى خالطوا مراكب العدو، فخرجوا عليهم واعترضوهم في الحراقات (?) والشوانى، وقالوا لهم:

" نراكم قاصدين البلد " واعتقدوا أنهم منهم، فقالوا: " أو لم تكونوا قد أخذتم البلد؟ " فقالوا: " لا، لم نأخذ البلد بعد " فقالوا: " نحن نرد القلوع إلى العسكر وورانا بطشة أخرى في هوائنا، فأنذروهم حتى لا يدخلوا البلد ".

وكان وراءهم بطشة أفرنجية قد اتفقت معهم في البحر قاصدة إلى العسكر، فنظروا فرأوها، فقصدوها لينذروها، واشتدت البطشة الإسلامية في السير، واستقامت لها الريح حتى دخلت ميناء البلد، واشتد الفرح والسرور بذلك، وكان ذلك في العشر الآخر من رجب.

ولما كان العشر الأول [364] من شعبان كتب الأمير بهاء الدين قراقوش - وهو والى البلد -، والحاجب لؤلؤ - وهو مقدم الأسطول - يذكران للسلطان أنه لم يبق بالبلد ميرة إلا قدر ما يكفى البلد إلى ليلة النصف من شعبان، فكتم السلطان ذلك لئلا يسمع (?) الأمر، وقد كان كتب إلى مصر بتجهيز ثلاث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015