صادف القاضى ضياء الدين قد عاد من الرسالة، فقال ضياء الدين: " انى قد بلغت المراد، فما هذا الرسول الرايح؟ " ووصل إلى العسكر السلطانى وهو مغتاظ، وتغيّر على السلطان، و (?) نسب إنفاذ القاضى بهاء الدين إلىّ، (1) ثم اجتمع بالسلطان وعرفه فراغ الشغل وبلوغ المقصود، وقرّر معه أمرا، ثم عاد على النجب إلى بغداد وصادف القاضى بهاء الدين بن شداد (?) فلم يسفر أمر سفارته عن سداد، وقيل له:
" جواب ما أتيت به مع ضياء الدين، " (?) نسيّره (4) ونندبه فيما نتخيّره " (?).
ودخلت سنة ست وثمانين وخمسمائة:
والسلطان نازل [350] بالخروبة على حصار الفرنج المحاصرين لعكا، مرابطا لجهادهم، وعنده أخوه الملك العادل، وولده الملك الأفضل، وابن أخيه الملك المظفر تقى الدين - صاحب حماة - وكانت العساكر الغربية قد انصرفت إلى بلادها لهجوم الشتاء، وتوالى الأنواء والأنداء.
واتفق أن السلطان ركب يوما في صفر من هذه السنة للصيد بالبزاة، فطاب له القنص فأبعد، وكانت اليزكية على الرمل في ساحل البحر، فخرج الفرنج وقت العصر في عدد لا يحصى، وتسامع المسلمون بهم فرجعوا إليهم وطردوهم إلى خيامهم، وقاتلوهم قتالا شديدا حتى فنى نشاب المسلمين، وشاع نداؤهم