وأخبروهم بالكسرة للمسلمين (?)، فعادوا، وأمر بجمع الأقمشة [من أكف الغلمان، وجمع الأقمشة] (?) في خيمته حتى جلالات الخيل والمخالى، وهو جالس وأصحابه حوله، وهو يتقدم إلى كل من عرف شيئا وحلف عليه يسلّم إليه.

وشذت من عساكر الإسلام خلق كثير بسبب الهزيمة، فإنه ما رجع منهم إلا رجل معروف خاف على نفسه، والباقون ذهبوا في حال سبيلهم.

وأخذ السلطان في جمع الأموال المنهوبة، وأعادها إلى أصحابها، وأقام المنادية في المعسكر، وقرن النداء بالوعيد والتهديد، وهو يتولى تفرقتها بنفسه، واجتمع من الأقمشة في خيمته شئ كثير حتى أن الجالس في أحد الطرفين لا يرى الجالس في الطرف الآخر، فردّ كل شئ على مستحقه، فلم يعدم إلا القليل.

قال عماد الدين الكاتب:

" العجب أن الذين ثبتوا منا في الوقعة لم يبلغوا ألفا، فردوا مائة ألف، وكان الواحد يقول: قتلت من الفرنج ثلاثين وأربعين ".

ولما عاد السلطان إلى مضاربه أمر بمواراة الشهداء، وكان من جملتهم:

الشيخ جمال الدين أبو على الحسين بن الشيخ أبى محمد عبد الله بن الحسين بن رواحة ابن إبراهيم بن عبد الله بن رواحة بن عبيد بن محمد بن عبد الله بن رواحة الأنصارى الخزرجى الحموى (?)، وهذه النسبة نقلتها من نسخة بخط الشيخ جمال الدين هذا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015