الثقل أن يلحقه إلى مرج صفورية، ولم ينزل حتى شارف العدو من الخروبة وأنفذ بعض العسكر؛ فدخل عكا على غرة من العدو وتقوية لمن فيها؛ ولم يزل يبعث إليها بعثا بعد بعث حتى حصل فيها خلق كثير.

وذكر عماد الدين الكاتب: أن العدو لما قصدوا عكا كان من رأيه مسايرتهم في الطريق ليمنعهم من النزول، فإنهم إذا نزلوا صعب إزالتهم وأتعب قتالهم، فخالفه أمراؤه في ذلك، وقالوا: " بل نمضى على أسهل (?) الطرق "، فسار الثقل من الليل على طريق الملاحة، وجب يوسف، والمنية.

ووصل الثقل عصر يوم الثلاثاء رابع عشر رجب كفركنا (?) والسلطان نازل بها، ونزل يوم الأربعاء (2) منتصف رجب على جبل الخروبة، ونزل الفرنج على عكا من البحر إلى البحر يحيطونها، وضرب الملك خيمة على تل المصلبة (?)، ورابطت مراكبهم بشاطئ البحر، ثم عبأ السلطان أطلابه، وسار من الخروبة إلى تل كيسان في أوائل مرج عكا، فنزل عليه، وأمر الناس أن ينزلوا على التعبئة وكان آخر الميسرة على طرف النهر الحلو، وآخر الميمنة مقابل تل العياضية، واختلط العسكر الإسلامى بالعدو، وأخذوا عليهم الطرق من الجوانب، وصار السلطان محاصرا للفرنج، والفرنج محاصرين لعكا، وتلاحقت العساكر الإسلامية واجتمعت، وترتب اليزك الدائم، وحصر العدو في خيامه [338] بحيث لا يخرج منهم أحد إلا ويجرح أو يقتل، وكانت عدة خيالتهم ألفين (?) ورجالتهم ثلاثين ألفا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015