فعظم ذلك على الفرنج، فحشدوا وحشروا (?)، حتى النساء خرجن للمقاتلة، ومن لم يستطع الخروج استأجر من خرج عوضه، أو يعطيهم مالا على قدر حاله، فاجتمع لهم من الرجال والأموال مالا يقع عليه الإحصاء، ولما عظمت جموعهم وتكاملوا صمموا على قصد عكا ومحاصرتها، وساروا إليها نحو النواقير، وبعضهم نزل باسكندرونة (?) وجرى بينهم وبين رجالة المسلمين مناوشة، وقتل من المسلمين نفر يسير، وأقاموا هناك.

ولما بلغ السلطان حركتهم إلى تلك الجهة عظم عليه، ولم ير المسارعة خوفا من أن يكون قصدهم ترحيله عن الشقيف لا قصد المكان، فأقام مستكشفا للحال إلى يوم الأحد ثانى عشر رجب، فوصل قاصد يخبر أن الفرنج في بقية ذلك اليوم رحلوا ونزلوا عين بصّه (?) ووصل أوائلهم إلى الزيب (?)، فعظم ذلك عليه، وكتب إلى سائر الأطراف بالمسير إليه، وعزم على قصد الفرنج.

ذكر القبض على صاحب الشقيف وفتح الشقيف

وقد ذكرنا خداع أرناط - صاحب الشقيف - ومكره ومدافعته، وأن السلطان وكل به من حيث لم يشعر، وقد ذكرنا تحول السلطان بعسكره إلى قرب الحصن، ولما قربت مدة الهدنة، وبقى منها يومان تضرع [أرناط] (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015