فقال له السلطان:
" [كان الملوك قبلى] (?) تخافهم الرعية وتهرب منهم، وتتوقع سطوتهم، ورعيتنا (?) قد تكاثروا علينا وأضجرونا وملونا، وإذا ركبنا ونزلنا تعاورونا بالقصص " (?).
فقال له القاضى القاضل:
" أنت أولى الناس بشكر هذه النعمة، كان بمصر بالأمس صاحب القصر وأشياعه، وخدمه وأتباعه، وأمراؤه وخواصه، وما منهم أحد إلا ويرتع الخلق في رياض إنعامه؛ وكان بالشام والبلاد الشرقية في كل بلد وال وصاحب، له على أهله نعم؛ وفى كل قطر ملك يلوذ أهل ذلك القطر به، وقد أصبحت اليوم سلطان الجميع، وقد ردّ الله سبحانه آمال الكل إليك، وجمع المتفرقين على بابك، فلا يجدون لهم - بعد الله - إلا جودك وكرمك ".
فأغرورقت عينا السلطان بالدموع، وشكر الله على إحسانه إليه، وآلى على نفسه ألا يرد قاصدا، ولا يخيب وافدا، فمثل هذا فليكن السلطان، ومثل القاضى الفاضل فليكن الوزير المشير - رحمهما الله وقدّس أرواحهما -