وتسلم أيضا ما يقاربها من الحصون، كالشوبك وهرمز والوعر (?) وسلع؛ وفرغ القلب من تلك الناحية وأمن من في ذلك الصقع، كأهل القدس وغيرهم، فإنهم كانوا وجلين من مجاورتهم، مشفقين من شرهم.
وكان هذا الفتح في أثناء شهر رمضان من هذه السنة - سنة أربع وثمانين وخمسمائة - ووردت البشرى بذلك إلى السلطان.
ثم سار السلطان من دمشق منتصف شهر رمضان إلى قلعة صفد، فحصرها ونصب عليها المنجنيقات، وأدام الرمى إليها ليلا ونهارا بالحجارة والسهام، وكان أهلها قد قاربت ذخائرهم الفناء، لأن عسكر السلطان كان محاصرا لهم قبل ذلك، فلما رأوا قوة القتال، وأنهم قد أشرفوا على الهلاك لقلة الأقوات، طلبوا الأمان فأمنهم وتسلمها منهم، وخرجوا إلى صور وكفى الله المسلمين شرها، فإنها كانت في وسط البلاد الإسلامية؛ وكان فتح صفد رابع عشر شهر شوال.
ولما كان السلطان على منازلة صفد قال الفرنج الذين بصور:
" إن فتح المسلمون (?) قلعة صفد لم يبق كوكب، وحينئذ ينقطع طمعنا من هذه البلاد ".