المقاتلة [322] والمنجنيقات (?) وآلات الحصار إلى الجبل، وأحدق بالقلعة من سائر جوانبها، وضرب أسوارها بالمنجنيقات المتواترة ليلا ونهارا.

ولما كان يوم الثلاثاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة رتّب السلطان العسكر ثلاثة أقسام، ورتّب كل قسم يقاتل شطرا [من النهار، ثم يستريح ويتسلم القتال الشطر الأخر] (?) بحيث لا يفتر القتال أصلا.

وكانت النوبة الأولى لعماد الدين زنكى - صاحب سنجار - فقاتل قتالا شديد حتى استوفى نوبته وكلّ أصحابه.

ثم تسلم النوبة الثانية السلطان بنفسه وخواصه، وكان الزمان حرا شديدا، فاشتد الكرب على الناس، والسلطان في سلاحه يطوف عليهم ويحرضهم، وابن أخيه الملك المظفر كذلك، فقاتلوهم إلى قريب الظهر، ثم تعبوا ورجعوا، فلما رآهم السلطان قد عادوا تقدم اليهم وبيده جماق (?) فردّهم، وصاح في القسم الثالث وهم ينتظرون نوبتهم، فوثبوا ملبين، وساعدوا إخوانهم وزحفوا، فجاء الفرنج ما لا قبل لهم به.

وكان أصحاب عماد الدين قد استراحوا، فقاموا حينئذ، وتناصرت أنصار الله، واشتد الأمر، وبلغت القلوب الحناجر، فاشتد تعب الفرنج ونصبهم، وظهر عجزهم وضعفهم عن حمل السلاح، وخالطوهم المسلمون، فعاد الفرنج يدخلون الحصن، فدخل المسلمون معهم، وكانت طائفة قليلة في الخيام شرقى الحصن، فرأوا الفرنج قد أهملوا ذلك المكان، فصعدوا إلى الحصن من تلك الجهة، فلم يمنعهم مانع، والتقوا مع المسلمين الداخلين والتقوا مع الفرنج، فملكوا الحصن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015