فأرسل إليه أمير الحاج العراقى، وهو محيى الدين طاشتكين ينهاه عن الإفاضة من عرفة قبله، ويأمره بكفّ أصحابه عن ضرب الكوسات، فأرسل إليه: " أنه ليس لى معك تعلق، أنت أمير الحج العراقى، وأنا أمير الحج الشامى، وكل منا يفعل مايراه ويختاره "، وسار ولم يقف ولم يسمع قوله.
فلما رأى طاشتكين إصراره على مخالفته، ركب في أصحابه وأجناده، ومعهم من غوغاء الحاج العراقى وبطاطيهم (?) العالم الكثير، وقصدوا الحاج الشامى مهوّلين عليهم، فلما قربوا منهم خرج الأمر [312] عن الضبط، وعجزوا عن تلافيه، فهجم طمّاعة العراق على حجاج الشام، وقتلوا منهم جماعة، ونهبت أموالهم، وسبيت (?) جماعة من نسائهم إلا أنهن رددن عليهم.
و؟؟؟ ح شمس الدين عدة جراحات، وكان يكفّ أصحابه عن القتال، ولو أذن لهم لا نتصف وزاد، ولكنه راقب الله تعالى وحرمة المكان واليوم، فلما أثخن بالجراحات أخذه طاشتكين إلى خيمته ليمرضه، وأنزله عنده، ليستدرك الفائت في حقه، وساروا تلك الليلة من عرفة، فلما كان من الغد توفى شمس الدين بمنى، ودفن بمقبرة المعلى.
ورزق الشهادة بعد الجهاد وفتوح بيت المقدس - رحمه الله -.
وارتاع طاشتكين بما اجترمه، وكيف لم يراقب الله في الحرم الشريف، وكيف اعتدى على حجاج بيت الله تعالى وسفك دمائهم بغير حق، فكتب محضرا