وأحضر الملك المظفر تقى الدين - رحمه الله -[إلى] (?) قبة الصخرة أحمالا من ماء الورد وتولى بيده كنس ساحاتها وعراصها، ثم غسلها بالماء مرارا حتى تطهرت، ثم أفاض عليها ماء الورد، ثم طهّر حيطانها، وغسل جدرانها، ثم بخرها (?) بمجامر الطيب، وفرق مالا كثيرا على الفقراء.
وجاء الملك الأفضل - رحمه الله - ببسط نفيسه (?)، ففرشها فيها.
ورتب السلطان في الجامع الأقصى من يقوم بوظائف الخطبة والإمامة، ورتب في قبة الصخرة إماما حسنا، ووقف عليها (?) دارا وأرضا وبستانا، وحمل إليها وإلى المحراب والمسجد الأقصى مصاحف وختمات وربعات منصوبة على الكراسى، ورتب القومة والمؤذنين، وجدّد بهما شعار الدين.
ثم عين كنيسة صندحنّه (?) مدرسة للفقهاء الشافعية، ووقف عليها وقوفا جليلة، وعيّن دار البطرك (?) رباطا للفقراء
وكان لأمراء (?) الأفرنج ومقدمبهم مقابر مجاورة للصخرة وباب الرحمة [و] (?) قباب معمورة فأزالها ومحا آثارها.