ذلك أنها كانت بيد سيف الدولة خلف بن ملاعب الأشهبى (?)، فأساء السيرة، ونزل على سلمية، وأخذ الشريف إبراهيم الهاشمى، ورماه بالمنجنيق إلى برج سلمية، وأخذ قوما من بنى عمه مأسورين، فمضى من بقى منهم واستغاثوا إلى السلطان جلال الدولة ملكشاه، فخرج أمر السلطان إلى أخيه تاج الدولة - صاحب دمشق - وقسيم الدولة - صاحب [حلب - ومجاهد الدولة بزان - صاحب (?)] الرّها - بالنزول على حمص، والقبض على ابن ملاعب وتسييره؛ فنزلوا على حمص وحاصروها، وأخذوه وسيّروه إلى السلطان، فأقام في الحبس إلى أن توفى السلطان، فأطلقته خاتون زوجة السلطان. وتسلم آق سنقر قلعة حمص ومدينتها، ولما خلص ابن ملاعب من الحبس صار إلى مصر ثم عاد منها وتسلم حصن أفامية، وبقيت في يده سبع عشرة سنة وكان مدة ملكه بحمص سبع عشرة سنة.

وفى سنة أربع وثمانين وأربعمائة تسلم قسيم الدولة حصن أفامية.

ثم سار تاج الدولة، ومعه قسيم الدولة آق سنقر، إلى طرابلس، فحاصرها، وبها صاحبها جلال الملك بن عمار، فرأى جيشا لا يدفع بحيلة، ولم يرفيهم مطمعا، وكان مع الأمير قسيم الدولة آق سنقر وزير (?) فراسله ابن عمار، فرأى فيه لينا، فأتحفه وأعطاه، فسعى مع صاحبه قسيم الدولة في إصلاح حاله، ليدفع عنه، ويحمل إليه ثلاثين ألف دينار وتحفا بمثلها، وعرض عليه [12] المناشير التي بيده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015