وكان على رأس قبة الصخرة صليب كبير (?) من ذهب، فلما دخل المسلمون البلد يوم الجمعة تسلق جماعة منهم إلى أعلا القبة ليقتلعوا الصليب، فحين صعدوا نظر المسلمون إليهم والأفرنج لينظروا ماذا يصنعون، فلما قلعوه وسقط، صاح الناس كلهم صوتا واحدا، من البلد ومن ظاهره، المسلمون والفرنج، أما المسلمون فكبّروا فرحا، وأما الفرنج فصاحوا توجعا وتفجعا، فسمع الناس صيحة كادت الأرض تميد بهم لعظمها وشدتها، ولم يتأت صلاة الجمعة يوم الفتح، وضاق الوقت [291] لأدائها.
وكان المسجد الأقصى - لاسيما (?) محرابه - مشغولا بالخنازير والخبث، وما أحدثوه من الأبنية؛ فإن الداويّة بنوا غربى الأقصى أبنية ليسكنوها، وعملوا فيها ما يحتاجون إليه من هرى (?) ومستراح، وغير ذلك، وأدخلوا بعض الأقصى في أبنيتهم، وبنوا في وجه المحراب جدارا، وتركوه هريا للغلة، وقيل اتخذوه مستراحا عنادا للإسلام وبغيا، فأمر السلطان بإزالة ما أحدثوه من البنيان، وكشف الجدار الساتر للمحراب، وتنظيفه وما حوله من الأقذار والنجاسات، ونصب المنبر لإقامة الخطبة الإسلامية، ونقض ما أحدثوه بين (?) السوارى، وبسط صحن الجامع بالبسط النفيسة بدل الحصر والبوارى، وتعليق القناديل وإقامة شعار الدين.