سنين في بيكارها (?) [منتقما من كفارها] (?) متحملا لمشاقها على غلاء أسعارها، وإنما أحوج إلى ذلك أن بلاد هذا الثغر قد اقتطعت عنه، وعساكرها أخذت منه، " فوصل في رجب رسل الديوان: صدر الدين شيخ الشيوخ [أبو القاسم عبد الرحمن] (2)، وشهاب الدين بشير الخاص بالتفويض والتقليد والتشريف (?)، فتلقاهم السلطان، وترجّل لهم، فنزل الرسل وسلموا عليه عن أمير المؤمنين، فقبل الأرض، ثم ركبوا ودخلوا المدينة، وكان السلطان قد عزم على قصد الديار المصرية، وسلوك طريق أيلة والبرية فحسن للشيخ صدر الدين مصاحبته، ورغبه في زيارة قبر الشافعى - رحمة الله عليه -، فقال:

" قد عزمت في هذه السنة على الحج، فأصل معكم إلى القاهرة، بشرط إقامة يومين [221] ولا أدخلها، وإنما أسكن بالتربة الشافعية، وأسير منها إلى بحر عيذاب، لعلى أدرك صوم رمضان بمكة " (?).

فالتزم له ذلك، وأعاد أصحابه إلى بغداد ليأتوه من طريقها إلى الحجاز، ورجع شهاب الدين بشير في جواب رسالته، ومعه القاضى ضياء الدين بن الشهر زورى، وكتب السلطان إلى الديوان كتابا، وفيه:

" قد توجه الخادم إلى الديار المصرية لتجديد النظر فيها، ثم يستخير الله في الحج وأدائه، ويعود إلى مجاهدة أعدائه ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015