صندل المقتفوى، وعلى يده من الملابس ما يليق به، وحمل على فرس من خيل الخلافة، وحضر الدار، فأكرم غاية الإكرام، ثم مضى إلى منزله، واستقر في ولايته.

ثم بعد أربعين يوما ورد الخبر بوفاة قايماز، ثم اضطربت بعد ذلك أحوال الوزير عضد الدين، بسبب ظلم ولده للرغية، وانحلت منزلته عند الخليفة، فالتمس من الخليفة أن يفسح له في الحج، فأذن له، فتوجه إلى بيت الله الحرام، فوثبت عليه نفر من الباطنية فقتلوه بظاهر قطفتا (?)، ونسب قتله إلى وضع عن ظهير الدين أبى بكر منصور بن العطار صاحب المخزن، وكان متمكنا من الخليفة.

ولما [216] قتل الوزير عضد الدين بن رئيس الرؤساء تمكن ظهير الدين ابن العطار (?) من الدولة تمكنا عظما، وفوض إليه الخليفة المستضئ نيابة الوزارة، واستولى على الأمور جميعا.

ولما كانت هذه السنة - أعنى سنة خمس وسبعين وخمسمائة - عرض للخليفة المستضئ مرض شديد، فأغلق ظهير الدين بن العطار أبواب الدار التي للخليفة وحمل السلاح، وأرهج البلد، وأخذ جماعة بغير جناية فصلبهم تجاه داره بباب النوبى (?)، وجرت منه أسباب تنفر منها الطباع، وتمجها الأسماع،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015