خمسا وعشرين سنة، ثم قبض عليه في شعبان سنة ثلاث وسبعين، فشفع فيه كمال الدين بن بلسان (?) - وزير صاحب آمد -، وكان مزوّجا لبنته، فأطلق، وسار إليه، وبقى بآمد مدة يسيرة مريضا، ثم توجه إلى دنيسر، وتوفى بها، سنة أربع وسبعين، وحمل إلى الموصل ودفن بها، ثم حمل منها في موسم الحاج إلى المدينة فدفن عند والده - رحمه الله -
وفى ذى الحجة سنة إحدى وسبعين استناب سيف الدين غازى بقلعة الموصل مجاهد الدين قايماز، ورد إليه جميع الأمور، وكانت بيده إربل وأعمالها، على سبيل الأتابكية لزين الدين يوسف بن الأمير زين الدين على كوجك وهو صغير وكان زين الدين على كوجك لما توفى ملك ولده مظفر (?) الدين [أبو سعيد] كوكبورى، ثم جرى ما اقتضى نقل الأمر إلى أخيه زين الدين يوسف، فلم يزل الأمر لزين الدين يوسف إلى أن توفى، ورجع ملك إربل لمظفر الدين أخيه - على ما سنذكره إن شاء الله تعالى -
لما صالح السلطان الحلبيين قصد بلد الباطنية ليقابلهم على ما فعلوه من الوثوب عليه، وكان رحيله من حلب يوم الجمعة عاشر المحرم سنة اثنين وسبعين وخمسمائة فنازل حصنهم مصياف، ونصب عليه المجانيق الكبار، وأوسعهم قتلا وأسرا،