ولما سمع المدبرون للملك الصالح (?) إسماعيل بن نور الدين - رحمه الله - (1) بملك الملك الناصر دمشق سقط في أيديهم، وأيقنوا بذهاب البلاد، فراسلوا سيف الدين غازى بن [قطب الدين] (?) مودود بن زنكى صاحب الموصل وأرسلوا إلى السلطان الملك الناصر الأمير قطب الدين ينال (?) بن حسّان - صاحب منهج - برسالة فيها غلظ وتعنيف، وقال للسلطان فيما قاله:

«هذه السيوف التي (?) ملكتك مصر - وأشار إلى سيفه - تردّك، وعما تصديت له تصدّك»، فحلم عنه السلطان وتغافل، وذكر أنه إنما وصل لترتيب الأمور وتربية الملك الصالح، وإخراج الأمراء أولاد الداية من الاعتقال، فقال له قطب الدين:

«أنت تريد الملك لنفسك، وليس مقصودك غير ذلك، والمصلحة أنك ترجع من حيث جئت، ولا تطمع فيما ليس لك فيه مطمع»، فأظهر له السلطان التبسم، ولم يقابله إلا باللين والرفق (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015