ذكر استيلاء
سيف الدين غازى بن مودود بن زنكى على البلاد الجزيرية (?)
كنا ذكرنا أن نور الدين - رحمه الله - قبل وفاته كان قد أرسل إلى الموصل والبلاد الشرقية والجزرية وغيرها يستدعى العساكر لأجل الغزاة، وأن مراده كان قصد الديار المصرية، وأن الأقدار عاقته عن بلوغ غرضه، فسار سيف الدين غازى بن قطب الدين مودود بن زنكى في عساكر الموصل قاصدا خدمة عمه نور الدين، وعلى مقدمته سعد الدين كمشتكين، وهو الذى كان نور الدين جعله نائبا بقلعة الموصل مع سيف الدين - كما تقدم ذكره -؛ فلما كانوا ببعض الطريق وصلتهم الأخبار بوفاة نور الدين - رحمه الله - فهرب سعد الدين لأنه كان في المقدمة، وأخذ سيف الدين كلما له من برك (?) وغيره، وعاد إلى نصيبين فملكها، وأرسل الشحن إلى الخابور فملكه وأقطعه، ثم سار إلى حرّان فحصرها عدة أيام، وبها مملوك لنور الدين يقال له قايماز الحرّانى، فامتنع بها، [وأطال الامتناع] (3)، ثم أطاع [بعد ذلك] (3) على أن تكون حرّان له، ونزل إلى خدمة سيف الدين فقبض عليه، وأخذ حرّان منه.
ثم سار إلى الّرها فحصرها وملكها، وكان بها خادم خصى [أسود] (?) لنور الدين، فسلمها (?)، وأخذ عوضا عنها قلعة الزعفران من أعمال جزيرة ابن عمر،