اعتماد مولانا الملك العادل عليه وسكونه إليه إلا لمثل هذا الحادث الجلل (?) والصرف الكارث المذهل، فقد ادخره لكفايات النوائب، وأعدّه لحسم أدواء المعضلات اللوازب؛ وأمّله ليومه ولغده (2)، ورجاه لنفسه ولولده (?)، ومكّنه قوة لعضده؛ فما ففد - رحمه الله - إلا صورة، والأصل (?) باق، والله تعالى حافظ لبيته (?) واق، وهل غيره - دام سموه - من مؤازر؟ وهل سوى السيد الأجل الناصر من ناصر؟ وقد عرفناه المفترح ليروض برأيه من الأمر ما جمح، والأهم شغل الكفار عن هذه الديار، بما كان عازما عليه من قصدهم والنكاية فيهم على البدار، ويجرى على العادة الحسنى في إحياء ذكر الوالد هناك، بتجديد ذكرنا، راغبا في اغتنام ثنائنا وشكرنا " (?).
وكان القاضى كمال الدين الشهرزورى قد أشار على الأمير شمس الدين بن المقدم - (6) وهو القيم (?) بتربية الصالح وأتابكيته -، وعلى جماعة الأمراء بالانقياد إلى صلاح الدين والرجوع إلى ما يشير به، وقال لهم:
" قد علمتم أن صلاح الدين صاحب مصر، وهو من أصحاب نور الدين ونوابه، والمصلحة أن يشاور في الذى نفعله، ولا نخرجه من بيننا، فيخرج عن طاعتنا [ويجعل ذلك حجة علينا، وهو أقوى منا لانفراده بملك ديار مصر] (?) فلم يوافق هذا القول أغراضهم، وخافوا أن صلاح الدين يدخل البلاد ويخرجهم.