منه ما لابن كامل (?) الداعى من الدور والعقار وكلما له من الموجود والمذخور، فبذل له صلاح كل ما طلبه، وأمره بمخالطتهم ومواطأتهم (?) على ما يريدون أن يفعلوه، وتعريفه بالمتجدد من أمورهم أولا فأولا، فصار يعلمه بكل (?) ما يتجدد لهم، ثم اتفق وصول رسول الفرنج بالساحل إلى صلاح الدين بهدية ورسالة، وهو في الظاهر إليه، وفى الباطن إلى أولئك الجماعة، فكان يرسل إليهم بعض النصارى، وتأتيه رسلهم.
وأتى الخبر إلى صلاح الدين من بلاد الفرنج بجلية الحال، فوضع صلاح الدين على الرسول بعض (?) من يثق إليه من النصارى، فداخله، فأخبره الرسول بالخبر على الحقيقة.
وقد ذكر في انكشاف [146] أمرهم أن عبد الصمد الكاتب كان إذا لقى القاضى الفاضل - رحمه الله - يخدمه ويتقرب إليه، ويبالغ في التواضع له، فلقيه يوما فلم يلتفت إليه، فقال القاضى الفاضل: «ما هذا إلا لسبب»، وخاف أن يكون قد صار له باطن مع (?) صلاح الدين، فأحضر [زين الدين] على بن نجا الواعظ