وكان بها خارجى يقال له عبد النبى، واسمه فيما ذكر أبو الحسن عمارة: «على بن مهدى (?)»، [و] قد ملك زبيد، وقطع الخطبة العباسية، وخطب لنفسه، فاستأذن صلاح الدين نور الدين في أن يسيّر عسكرا إلى اليمن ويفتتحها، فأذن له في ذلك.
وكان بمصر عمارة بن على اليمنى - المقدم ذكره - فحسّن للملك المعظم قصد اليمن، ووصف بلادها له، وعظّمها في عينه، فزاده ذلك رغبة فيها، فشرع يتجهز ويعدّ (?) الروايا والسلاح، وغير ذلك من الآلات، وجنّد الأجناد، وجمع وحشد، وكان لعمارة مدائح في الملك المعظم، فمما امتدحه به، وحرّضه فيه على ملك اليمن قصيدته التي أولها:
العلم مذ كان محتاج (?) إلى العلم ... وشفرة السيف تستغنى عن القلم