ذكر وفاة الملك الأفضل نجم الدين أيوب بن شاذى
والد الملوك (?) - رحمه الله -
وفى يوم الاثنين الثامن عشر من ذى الحجة من هذه السنة ركب الأمير نجم الدين أيوب بن شاذى - والد الملك الناصر صلاح الدين رحمه الله - بالقاهرة، فشبّ به فرسه وتقنطر به، فحمل عن فرسه، وعاش ثمانية أيام ثم توفى يوم الثلثاء لثلاث بقين من ذى الحجة من السنة؛ وكان ولده صلاح الدين إذ ذاك غائبا في بلاد الكرك والشوبك على ما ذكرناه، فبلغه وفاة والده قبل وصوله إلى الديار المصرية، فاشتد حزنه، وتأسف حيث لم يحضر وفاته، وكان [نجم الدين] مولعا باللعب بالكرة وشدة الركض، فكان كل من رآه على هذه الصفة يقضى أنه لا يموت إلا [من وقوعه (?)] عن ظهر الفرس.
كان رحيما جوادا، كثير البذل، حسن النية، جميل الطوية، وله صدقات ومعروف كثير، واتفقت له سعادة عظيمة، وما مات حتى رأى في ذريته ما أحب من الملك لهم والسلطان، ثم عظم ملكهم بعده وانتشر صيتهم، ولم يملك أحد في عصرهم مثل ما ملكوا؛ ولما توفى دفن إلى جانب أخيه أسد الدين شيركوه في بيت بالدار السلطانية، ثم نقلا بعد سنتين إلى مدرسة بنيت لهما [بالمدينة (?)]