فإنه رد عليهم في كتاب له سمّاه: «المستظهرى (?)»، حكى فيه صورة مذهبهم، وبالغ في الرد عليهم والنقض لأقاويلهم.

وكان عمارة بن على اليمنى شديد التعصب لهم، لأنه قدم عليهم من اليمن فأحسنوا إليه وخوّلوه، فرعى ذلك ووفى لهم، والإنسان - كما قيل - صنيعة الإحسان، ولم يكن على مذهبهم، وإنما كان شافعيا سنيا، فلما زال أمرهم رثاهم بأحسن (?) الشعر، وذبّ عنهم باللسان إذ لم يمكنه الذبّ عنهم باليد؛ ثم لما تحرك جماعة في عود الأمر إليهم، كان من جملة المساعدين على ذلك، شكرا لهم على إحسانهم إليه، فأدّى به ذلك إلى أن شنق - على ما سنذكره إن شاء الله تعالى -، فمن جمله قوله فيهم يرثيهم بقصيدة (?)، ذكرتها بجملتها لفرط حسنها وهى:

رميت يا دهر كفّ المجد بالشّلل ... وجيده بعد حسن الحلى بالعطل

سعيت في منهج الرّأى العثور فإن ... قدرت من عثرات الدّهر (?) فاستقل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015