وأما مؤلف كتاب الروضتين (?) فإنه حكى في كتابه أنه اجتمع بالأمير أبى الفتوح ابن العاضد وهو محبوس مقيّد سنة ثمان وعشرين وستمائة، فأخبره أبو الفتوح أن أباه في مرضه استدعى صلاح الدين فحضر، قال: «وأحضرنا - يعنى أولاده - ونحن صغار، فأوصاه بنا، فالتزم إكرامنا واحترامنا»؛ ولما توفى العاضد جلس الملك الناصر للعزاء وأظهر البكاء والحزن عليه. ومشى في جنازته إلى قبره؛ ثم تسلم القصر بما فيه من الخزائن [والذخائر (?)]، والدفاتر والدواوين.
وكان لمّا جرى لمؤتمن الخلافة ما جرى وقتل، وكّل صلاح الدين بالقصر الأمير بهاء الدين قراقوش (?) الأسدى، وجعله زمام القصر مقام مؤتمن الخلافة فترتب في القصر فما كان يدخل إلى القصر شىء ولا يخرج منه شىء إلا بمرأى منه ومسمع، فضاق خناق (?) أهل القصر بسببه؛ فلما مات العاضد احتيط على أهله وأولاده في موضع خارج القصر في مكان أفرد لهم (?)، وقرّر لهم شيئا برسم الكسوة والنفقة