الغرب إلى دمياط، فسرقوا حصن عكار من المسلمين، وأسروا صاحبها، وكان مملوكا لنور الدين يقال له خطلخ (?) الجمدار؛ وكان وصول الفرنج إلى دمياط في صفر سنة خمس وستين وخمسمائة.
وكان سبق إلى دمياط الملك المظفر تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب ابن أخى السلطان، وكذا شهاب الدين خاله، فدخلا دمياط، وتابع إليهما صلاح الدين الأمداد والنجد في البحر، وأمدهما بالسلاح والمال والذخائر، واتصل على دمياط حصار الفرنج وضايقوها، وتابع صلاح الدين رسله إلى الملك العادل نور الدين - رحمه الله - يشكو إليه ما هو فيه من المخاوف، وأنه إن تخلف عن دمياط ملكها الفرنج، وإن سار إليها خلفه المصريون في مخلفيه ومخلفى عسكره بالسوء، وخرجوا عن طاعته، وصار الفرنج أمامه والمصريون خلفه، فجهز إليه نور الدين العساكر أرسالا، كلما تجهزت طائفة أرسلها، فسارت إليه يتلو بعضها بعضا.
ثم سار نور الدين فيمن عنده من العساكر ودخل بلاد الفرنج، [112] فنهبها وأغار عليها واستباحها، لتتحرك الفرنج إلى حفظ البلاد الشامية ويشتغلوا عن دمياط؛ وذكر أنه بلغ من اهتمام نور الدين بأمر المسلمين حين نزل الفرنج على دمياط أنه قرئ