وقصدت التتر بلاد العراق، فلقيهم عسكره، وانتصف منهم وهزمهم.
وكان له أخ يعرف بالخفاجى كان يزيد عليه في الشهامة والشجاعة. [41 ا] وبلغنى أنه كان يقول: «إن ملكنى الله تعالى أمر الأمة، لأعبرن بالعساكر نهر جيحون، وانتزع البلاد من أيدى التتر، واستأصلهم قتلا وسبيا». فلما توفى المستنصر بالله، لم ير الدوادار (?) والشرابى (?) - وكانا غالبين على الأمر - تقليده الخلافة خوفا منه، وآثروا أن يليها أبو أحمد عبد الله بن المستنصر لما يعلمونه من لينه وانقياده، وضعف رأيه، ليكون الأمر كله إليهما، ويستبدا به لما يريده الله تعالى ويقدره، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه.
ولما بلغت الملك الناصر داود، صاحب الكرك، وفاة الخليفة المستنصر بالله، رثاه ومدح ولده المستعصم بالله بقصيدة مطلعها:
أيا رنّة الناعى عبثت بمسمعى ... فأجّجت نار الحزن ما بين أضلعى
وأخرست منى مقولا ذا براعة ... يصوغ أفانين القريض الموشّع
نعيت إلىّ البأس والجود (?) والحجى ... فأوقفت آمالى وأجريت أدمعى