ثم اجتمع بالياروقى - وكان أكبر الجماعة وأكثرهم جمعا -، فلم ينفع فيه رقاه ولا نفث فيه سحره، وقال: «أنا لا أخدم يوسف أبدا». وعاد إلى نور الدين ومعه غيره، فأنكر عليهم فراقه له.

وذكر عماد الدين الكاتب في كتابه المعروف بالبرق الشامى: «أن أسد الدين لما توفى ومضت له التعزية اختلفت آراء الأمراء واختلطت آراؤهم، ثم اجتمعت كلمتهم على عقد الأمر لصلاح الدين؛ وألزموا العاضد - صاحب القصر - بتوليته، فولاّه وزارته، وكتب له منشور (?) بالإنشاء الفاضلى، من جملته:

«فأنت راضع درّه وناشئة حجره، وظهور الخيل مواطنك، وظلال الخيام مساكنك، وفى ظلمات قساطله (?) تجلى محاسنك. وفى أعقاب نوازلة تتلى مناقبك (?)، فشمّر له عن ساق من القنا، وخض فيه بحوافر (?) الظّبا، واحلل في عقد كلمة الله وثيقات الجبى (?)، وأسل الوهاد بدم العدا، وارفع برءوسهم الرّبا، حتى يأتى الله بالفتح الذى يرجو أمير المؤمنين أن يكون مذخورا لأيامك، ومشهودا لك يوم مقامك».

وكتب العاضد لدين الله في طرته (?) بخطه:

«هذا عهد أمير المؤمنين إليك، وحجّته عند الله سبحانه عليك، فأوف بعهدك ويمينك، وخذ كتاب أمير المؤمنين بيمينك، وبمن مضى بجدنا رسول الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015