وكان الملك الناصر [داود (?)] بعد دخولهما إلى مصر (?) قد طلب من الملك الصالح (?) أن يسلم إليه قلعة الشوبك، فلم يفعل (?). فكان ذلك [أيضا (?)] سبب تغير باطن الملك الناصر (?)؛ فإنه كان يظن أن الملك الصالح (?) يبعث معه العساكر المصرية ليتسلم دمشق لنفسه وسائر ما خرج عنه من مملكة أبيه حسب ما كان اتفق بينه وبينه عند الصخرة. [والملك الصالح كان يرى أنه إنما حلف له عند الصخرة بما اقترحه عليه، إنما كان فيه مكرها لأنه كان في قبضته] (?). ثم بلغ الملك الناصر [داود أن الملك الصالح (?)] قد عزم على قبضه واعتقاله، فطلب دستورا من الملك الصالح [نجم الدين أيوب (?)]، فأعطاه فرحل راجعا إلى بلاده، وهو بين الطائع والعاصى.
وحكى (?) لى السلطان الملك المنصور - قدس الله روحه - حكاية غريبة، وكنت سمعت [28 ب] ما يقاربها من غيره (?)، وهى أنه لما وصل الملك الصالح والملك الناصر إلى بلبيس، وخيما بها، اجتمع الملكان الصالح والناصر على الشراب.