وكان صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن نجم الدين أيوب بن شاذى مع عمه أسد الدين في هذه السفرة؛ وفى ذلك يقول عرقلة (?) الدمشقى يمدح صلاح الدين، وجرى بملكه الفال، والفال موكل بالمنطق:
أقول والأتراك قد أزمعت ... مصر إلى حرب الأعاريب
ربّ كما ملّكتها يوسف ال ... صدّيق من أولاد يعقوب
يملّكها في عصرنا يوسف ال ... صادق من أولاد أيوب
من لم يزل ضرّاب هام العدى ... حقا، وضرّاب العراقيب
ثم سار أسد الدين - رحمه الله - إلى الديار المصرية (وترك بلاد الافرنج عن يمينه فوصل الديار المصرية) (?)، وعبر النيل عند أطفيح (?) بالجانب الغربى، ونزل بالبلاد الجيزية، وتصرف في البلاد، وأقام بها نيفا وخمسين يوما.
وأرسل شاور - وزير العاضد - يستنجد بالفرنج، فأتوه على الصعب والذلول، وحملهم على ذلك أمران: أحدهما الطمع في تملك الديار المصرية، والثانى الخوف من تملك العساكر النورية لها؛ وعلموا أنه إن ملكها نور الدين - رحمه الله - واستضافها إلى [92] البلاد الشامية لم يبق لهم بالبيت المقدس والشام مقام، وأنه يستأصلهم وتصير بلادهم في وسط بلاده؛ ولما وصلوا مصر اجتمعوا بالعساكر المصرية وعبروا إلى الجانب الغربى.