لما بلغه عنه من جهة أم الملك العادل. ولما كانت هذه السنة تقدم الملك الكامل - عند رحيله من مصر - إلى ابنه الملك الصالح في المسير إلى الشرق ليكون به نائبا عنه فيه. ورتب ابنه الملك العادل في الديار المصرية بقلعة الجبل مع أمه والخزائن والأموال بحكمها، وكانت أحظى الناس عنده. وجعل لابنها [170 ا] ولاية العهد. ورحل الملك الصالح إلى الشرق فحضر مع أبيه فتح آمد، ثم أقام في الشرق وجعله ولى عهده فيه، والمتصرف في الشرق نيابة عن الملك الكامل الأمير شمس الدين صواب العادلى.
[ثم رحل السلطان الملك الكامل بعد اجتماع العساكر معه بسلمية إلى الشرق وقطع الفرات وقصد إلى آمد، فلما وصل إليها نازلها بالعساكر التي معه (?)]. ونصب عليها المجانيق (?) ولها أسوار [عظيمة (?)] منيعة حصينة جدا؛ لكن الرعية بآمد كانوا مبغضين لصاحبهم (?) مبغضين لدولته (?) لما (?) قدّمنا من سوء سيرته معهم، فلذلك تخلوا عنه، وأحبّوا زوال ملكه.
ثم زحف الملك الكامل على البلد يوما واحدا فأذعن صاحبها بالتسليم علما منه بتخلى الرعية عنه، وأنه إن أخذت منه المدينة عنوة لم يأمن الملك (?) الكامل أن يعتقله،