وما سمعه من الثقات، كما سبق أن أشرنا. وبعبارة أخرى فإنه لم يعتمد فيما كتبه اعتبارا من سنة 629 هـ على كتاب بعينه ينقل عنه بقدر ما اعتمد على بصره وسمعه وحسه.
وفى الفترة بين سنتى 629 هـ، 635 هـ اتخذ المحقق نسخة مللا جلبى أصلا للتحقيق، ورمز لها بحرف [م]، مع مقابلتها بنسخة باريس رقم 1702 التي رمز لها في التحقيق بحرف [س]. ولما كانت نسخة مللا جلبى تنتهى وسط حوادث سنة 635 هـ، فإن المحقق في تحقيقه بقية الجزء الخامس اتخذ نسخة باريس رقم 1703 أصلا للنشر ورمز إليها بحرف [ب] مع مقابلتها بنسخة باريس رقم 1702 التي احتفظت لنفسها برمز [س].
... وأخيرا، فلعلنا لسنا في حاجة إلى الإشارة إلى الجهد الكبير الذى بذله الدكتور حسنين محمد ربيع في تحقيق هذا الجزء. فكل صفحة بل كل سطر في هذا المجلد هو في حقيقة أمره ثمرة ساعات طويلة متصلة قضاها الدكتور حسنين ربيع في عمل شاق في مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية. ولا يسعنى سوى أن أهنأه على هذا العمل من ناحية، ثم أدعو له بمزيد من الصبر والمثابرة حتى يتم إنجاز الجزء السادس والأخير من كتاب مفرج الكروب في أخبار بنى أيوب لابن واصل، وبذلك نكون قد أتممنا صرحا آخر في حركة إحياء تراثنا العربى.
رمضان 1395 هـ دكتور سعيد عبد الفتاح عاشور
سبتمبر 1975 م أستاذ تاريخ العصور الوسطى
كلية الآداب - جامعة القاهرة