أن يطلع والدى على معرفة القاضى عبد الحق باستخراج الخبية. فسأل القاضى عبد الحق أن يكشف له عن خبية اتفق والدى والسلطان على إضمارها. فاتفقا على إضمار مسواك، ولم يطلع القاضى عبد الحق ولا أنا على ما أضمراه. وأمر السلطان بإحضار دقيق، فحضر. وقال للقاضى عبد الحق: «اظهر لنا ما أضمرناه». فضرب بيده في الدقيق، واستخرج أشكال الرمل وقال:
«اضمر تما شيئا من نبات الأرض»، ثم قال: «هو مستطيل»، ثم قال: «هو مما يوضع في الفم»، ثم قال: «هو مسواك». فصرح باسمه بعد ذكر صفاته (?)].
ثم حكى السلطان عنه بحضوره أشياء غريبة استخرجها؛ من ذلك أنه قال:
«أضمرت في نفسى مرة عمى السلطان الملك الأشرف». فقال: «أضمرت إنسانا»، ثم قال: «أضمرت لحيانيا (?)»، ثم قال: «أضمرت رجلا جليلا»، ثم قال: «هو ملك»، [ثم قال: «هو من أهلك (?)]»، ثم قال: «في أصله (?) من يعبد الصليب». قال:
[الملك الناصر داود (?)] «فلم أنكر في قوله إلا هذا، وقلت هذا باطل ليس من جنسنا من يعبد الصليب». قال: فلما اجتمعت بعمى الملك الأشرف ذكرت له ذلك فقال: «صدق، أمى أرمنية، وهى ممن يعبد الصليب».
ثم صعدنا إلى الكرك، فأقمنا به نتفيأ ظلاله ويجدينا بشره وما له.