سبع وعشرين وستمائة (?) -[159 ا] فزحف يوم الأحد الثامن والعشرين من جمادى الأولى، ففتح له باب المدينة أمير من الأمراء كان موكلا به. فدخل جلال الدين البلد بعسكره، ووضع السيف في أهله، وفعل في ذلك فعل التتر؛ فقتل كل من وجد في البلد، وكانوا قد قلوا، فبعضهم كان فارق خوفا بعد الحصار الأول، وبعضهم مات في البلد جوعا (?)، وبعضهم صعد إلى القلعة مع من صعد إليها من الأمراء والأجناد. وكانت الأقوات قد قلت بل عدمت بخلاط، حتى أكل أهلها البغال والحمير والكلاب والسنانير (?). وكانوا يصطادون الفار ويأكلونه، وصبروا صبرا لم يصبرها محاصر (?) خوفا من جلال الدين وما يعرفونه [منه من إقدامه على (?)] سفك الدماء.
ولما فتحت سبى عسكره بها الحريم، وباعوا الأولاد كما يفعل بالكفرة، ونهبت الأموال، وجرى منه نظير ما جرى من التتر. فلا جرم أن الله سبحانه (?) عاقبه ببغيه ولم يمهله، وقلع شأفته [بكسر السلطان الملك الأشرف له أولا،