والقنوات، وضويق البلد مضايقة شديدة حتى جاف البلد لانقطاع الماء عنه.
وبقى شرب الناس من الآبار، فكان أهل دمشق يخرجون كل يوم مع العسكر.
ويقاتلون أشد قتال، ويناصحون صاحبهم (?) أشد مناصحة لمحبتهم له ولوالده الملك المعظم، وكراهية لخروج الملك من أولاده.
وكنت في أكثر الأوقات أصعد مع جماعة على منارة دمشق، ونشاهد القتال، فكان ربما كر الدمشقيون على العسكر المصرى، وطاردوهم وأنكوا فيهم. وأحرقت مواضع للبلد، وطالت المدة إلى آخر رجب من هذه السنة، فاشتد ذلك على أهل دمشق لإقبال الصيف وعدم الفواكه عندهم، وغلاء السعر. ولم يكن بدمشق رخيص غير السكر والحلواء، فكانت الحلوى الصابونية (?) وغيرها من الحلاوات أرخص من الجبن والخبز لكثرة السكر [الذى (?)] كان بدمشق. ونفر من العسكر الدمشقى جماعة قليلة منهم أرغش المعظمى.
ونفدت النفقات عند الملك الناصر فأنفق في هذه المدة [147 ب] جميع ما في الخزائن، ثم شرع في ضرب ما عنده من الأوانى الفضية والذهبية دراهم ودنانير، وأنفقها حتى أتى على أكثر ما عنده من الذخائر (?).