هى طريقهم إذا توجهوا من عكا إلى القدس، تكون هذه القرايا بأيديهم، خوفا أن يغتالهم أحد من المسلمين. ورأى الملك الكامل أنه إن شاقق الانبراطور ولم يف له بالكلية أن يفتح له باب محاربة مع الفرنج، ويتسع الخرق ويفوت عليه كلما خرج بسببه، فرأى أن يرضى الفرنج بمدينة القدس خرابا ويهادنهم مدة، ثم هو قادر على انتزاع ذلك منهم متى شاء.
وكان المتردد بينه وبين الملك [144 ا] الانبراطور [في الرسائل (?)] الأمير فخر الدين بن الشيخ (?)، وكانت تجرى بينهما محاورات في أشياء شتى. وسير الأنبرطور إلى الملك الكامل في أثناء ذلك مسائل حكمية ومسائل هندسية ورياضية مشكلة، ليمتحن بها من عنده من الفضلاء. فعرض الملك الكامل ما أورده من المسائل الرياضية على الشيخ علم الدين قيصر بن أبى القاسم إمام هذه الصناعة (?). وعرض الباقى على جماعة من الأفاضل فأجابوا عن الجميع.