وكان مع شهامته وعظم هيبته قليل التكلف جدا، لا يركب في السناجق السلطانية في غالب أوقاته، بل يركب في جمع قليل، وعلى رأسه كلوته صفراء بلا شاش علم، ويتخرق الأسراق والطرق، ولا يطرّق بين يديه [134 ب] كما جرت عادة الملوك (?). ولقد رأيته بالبيت المقدس في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، والرجال والنساء والصبيان بالجامع الأقصى يزاحمونه ولا يردهم أحد عنه، وهذا المسلك لم يسلكه أحد من أهل بيته ولا غيرهم. ولما كثر هذا منه ضرب به المثل، فكان الانسان إذا فعل فعلا لا تكلف فيه قيل قد «فعل بالمعظمى».

وكان عالما فاضلا متفننا في الفقه والنحو وغيرهما، وشيخه في النحو وعلم الأدب الشيخ تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن الكندى - رحمه الله - وقد قدمنا ذكره في أخبار عز الدين فرخشاه بن شاهان شاه بن أيوب، وذكرنا فضله وشيئا من شعره (?). وكان شيخه في الفقه الأمام جمال الدين الحصيرى (?) - رحمه الله. وكان يتردد [إلى الشيخين] (?) في معظم الأوقات، وربما أتى إليهما ماشيا.

وقرأ على الشيخ تاج الدين كتاب سيبويه. ولقد وقفت على نسخة من كتاب سيبويه وعليها خط الملك المعظم في عدة مواضع أظنها ستة، يقول في بعضها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015